الرئيسية / الفعاليات العلمية / المكتبات في حضارة العراق
Image

المكتبات في حضارة العراق

تعريف المكتبة عند العراقيين القدماء:ان المكتبة لدى العراقيين القدماء تعني ذلك المكان المخصص لحفظ مجموعة الالواح الطينية ذات النصوص الادبية و الدينية و التاريخية و العلمية المنظمة في مبنى المعبد أو القصر أو بيت السكن ،حيث أن مجموعة تلك الالواح يمكن أن يستفيد منها الكهنة  أو الكتبة أو التلاميذ أو بعض الافراد الذين كانوا على جانب من المعرفة0
أسباب ظهور المكتبات:
1-      كانت الكتابة من الانجازات الحضارية المهمة التي أدت الى ظهور المكتبات و تطورها،نتيجة لتنوع العلوم و المعارف 0
2-      لغرض حفظ المدونات التاريخية و الاقتصادية و الاجتماعية و الدينية و النصوص الاخرى مثل المراسلات و المعاهدات الملكية أضافة الى النصوص اللغوية المشتتة في القصور و المعابد 0
3-      كان ظهور المكتبات نتيجة متوقعة لطبيعة المادة التي أستخدمت في الكتابة ،حيث كان أكبر لوح طيني لا يزيد عن (50 في 50سم) لذلك فقد كانت الملاحم و الاساطير الادبية التي تكتب على شكل سلسلة تضم عدة ألواح طينية و كانت هناك حاجة لحفظها بأشكال متعددة مثل رصفها في رفوف أو في أوعية فخارية
4-      قلة المواد المعرفية كالنصوص الادبية  و الدينية و العلمية و الرغبة في جمعها و حفظها لأنقاذها من الضياع 0
5-      لعل أحد الاسباب المهمة في أنشاء المكتبات كانت المدارس،فالمكتبة كانت المصدر المعرفي الرئيسي الذي تنهل منه المدرسة بما تضمه من نصوص في كافة جوانب العلوم المختلفة0
6-      كما أن ظهور التخصص في أنواع العلوم المعرفية ربما جعل بعض المثقفين يجمعون الالواح الطينية لتكوين مكتبات خاصة تضم أختصاص محدد0
7-      الذوق الادبي لبعض الحكام ربما كان وراء تأسيس بعض المكتبات كما هو الحال بالنسبة للملك (آشوربانيبال)0
 طرق حفظ الالواح الطينية في المكتبات:
أ‌-        طريقة الرف المفتوح:في هذه الطريقة يتم أستخدام رفوف من اللبن (دكاك) او من الخشب تمتد على طول جدار الغرفة أو في جزء منه و مثل هذه  الرفوف اللبنية مألوفة في العراق القديم في جميع العصور و لكن بالنسبة للمكتبة فأنها عادة تكون بعرض ما يقرب من (50سم) و هناك الرف اللبني أو الخشبي الذي يكون عادة ملاصق لجدار الغرفة في أمتداده مع أرضية الغرفة و على الاكثر يكون بأرتفاع (50سم) و من المحتمل تكون هذه الرفوف قد غطيت سطوحها العلوية بالحصير أو القير لمنع وصول الرطوبة الى الالواح الطينية التي كانت ترتب عليها و هذا ما ينطبق على حفظ الارشيفات أيضا0
ب‌-      طريقة الكوات:أي (بيوت الحمام) نسبة الى شكلها الذي يشبه تقريبا بيوت الحمام ،و هذه الطريقة هي عبارة عن مجموعة من الكوات التي تنتظم على شكل صفوف في جدران غرف المكتبة و هي بذلك تشكل جزءا من جدران الغرفة و هذه الكوات تعمل من اللبن و قد يستخدم القصب في بطانة هذه الكوات التي تأخذ في أكثر الاحيان الشكل المستطيل أو شكل تكون نهايته العلوية شبه دائرية0
ت‌-      طريقة الخزانات (الحاويات):ان هذه الطريقة لحفظ الالواح الطينية كانت معروفة بشكل واسع حيث أظهرت التنقيبات العديد من الجرار الفخارية و هي تضم بداخلها الالواح الطينية و من خلال نصوصها عرفنا أنها أستخدمت السلال أو الحاويات الاخرى كالحقائب أو الصناديق الفخارية و ربما كان يتم لف تلك الالواح الطينية بالحصير أو بقطعة من القماش لحمايتها،و قد جرت العادة أن توضع داخل الحاوية بطاقة تعريفية هي عبارة عن لوح طيني صغير يشير الى عنوان الموضوع الذي تمثله الالواح الطينية ،كأن يكون موضوعها أدبي أو لغوي أو ديني،و يمكن لتلك الحاويات أن تنقل من مكان الى آخر0
أدارة المكتبات:كان الشخص المسؤول عن أدارة المكتبة في العراق القديم يدعى باللغة السومرية بـ (PISAN-DUB-BA) أي مدير الخزانة الذي سمي بالاكدية  بـ            (rab gir ginakku) أي مدير المكتبة،و قد أحتل هذا المسؤول مكانة مميزة في البلاط الآشوري0
أما مكتبات المعابد فعلى الارجح أنها كانت تدار من قبل أحد الكهنة ،حيث ان الكاهن كان الرجل المثقف الاول في المجتمع العراقي القديم ،فالكهنة هم الذين كانوا يعرفون أسرار الآلهة و هم القادرين على حلها ،لذلك كان من واجبهم حفظ الالواح بعناية و أعادة نسخ جميع الالواح غير المقروءة أو المكسورة بأخرى جديدة
مكتبة الملك آشور بانيبال: تعتبر هذه المكتبة من أبرز نماذج المكتبات الملكية التي وجدت في قصر الملك الآشوري (آشوربانيبال) من العصر الآشوري الحديث (668-626ق0م) و قد عرف عن الملك المذكور بصورة عامة حبه للثقافة و العلوم و المعرفة على اختلاف أنواعها،حيث وصلتنا أشارات عديدة تدل على أنه قد تلقى تعليما منذ صغره اذ تتلمذ على يد أساتذة مختصين في مجال العلوم و المعارف و ذلك عندما كان وليا لعرش والده (أسرحدون)لأعداده لتولي الحكم في المستقبل ،لذلك كثيرا ما كان يشير في نصوصه الى معرفته للقراءة و الكتابة و لمعرفته قراءة النصوص السومرية التي تعود لآلاف السنين قبل زمنه،و جعله كل هذا ملكا مثقفا أقام مملكة زاهرة

بقلم 

الدكتور حسين عليوي

شاهد أيضاً

عميد كلية الآثار /جامعة الكوفة يشارك في الندوة العلمية الموسومه (تشكيل الهوية الثقافية للقبة الصليبية في سامراء )

شارك عميد كلية الآثار /جامعة الكوفة الدكتور حميد مصطفى الياسري في الندوة العلمية الموسومة (تشكيل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.