جاء تأسيس كلية الآثار – جامعة الكوفة للعام الدراسي 2011-2012 م أستجابة لضرورة أقتضتها دراسة حضارة بلاد الرافدين بشكل خاص ، وتراثنا العربي والأسلامي بشكل عام بأسلوب أكاديمي محض وبما يتماشى والتطورات العلمية المتسارعة عالمياً، بعد سنوات من التغيب في هذا المجال . ومن المؤسف حقا إن بلداً ظهرت فيه أولى القرى الزراعية في العالم وعرفت فيه الكتابة لا توجد فيه كلية للآثار حتى عام 2008م! بينما لا تخلو الجامعات العالمية الرصينة من قسم أو معهد علمي لدراسة الحضارة العراقية أو ما يعرف ببلاد ما بين النهرين(MESOPOTAMIM ميزوبوتاميا).
ونتيجة لما تقدم أخذت كليتنا الفتية هذه على عاتقها مسؤولية أحسبها جسيمة متمثلة بدراسة آثار وحضارة بلدنا العزيز من خلال أفتتاح( قسم الآثار العراقية القديمة) إلى جانب قسم الاثار الاسلامية وقسم المخطوطات والوثائق التاريخية والذي نأمل أن يسهم وبدعم وتعاون من الجهات ذات العلاقة في إعمال التنقيب ، وإعداد المتخصصين للعمل في المواقع الآثرية أو الأرشاد وإعداد الدراسات الأكاديمية ، وبالتالي دعم واقع السياحة التي غابت عن العراق منذ عقود خلت ، وإعادة الروح إلى آثارنا التي عصفت بها عاديات الدهر حتى يومنا هذا .
وفي الوقت الذي نكون قد بدأنا الطريق لدراسة حضارة العراق دراسة متفردة يبدو لنا الجانب الآخر من أهداف تأسيس كليتنا وهو التأكيد على دراسة حضارة وتراث المنطقة التي تقع جامعة الكوفة ضمن حدودها الجغرافية أو ما يعرف بالمثلث الحضاري(الحيرة – الكوفة – النجف).
أننا نأمل إن تأخذ هذه الكلية دورها الرائد في العطاء العلمي خدمة لماضينا وحاضرنا يليق بتطلعات أجيالنا القادمة والله الموافق.
الاستاذ الدكتور
حميد مصطفى الياسري
العميد